Skip to content

أنظمة المدفوعات بين البنوك: من غرفة المقاصة إلى الشبكات العالمية

admin

مقدمة

تلعب أنظمة المدفوعات بين البنوك دورًا محوريًا في استقرار النظام المالي وضمان انسيابية التدفقات النقدية محليًا ودوليًا. فمن خلال غرف المقاصة، وأنظمة التسوية اللحظية RTGS، والمقاصة الآلية ACH، بالإضافة إلى الشبكات المحلية مثل ميزة وEBC، والشبكات الدولية مثل Visa وMasterCard وSWIFT، تُدار المليارات من التحويلات يوميًا بكفاءة وأمان.

🔹 غرفة المقاصة: الأساس التاريخي لتسوية المدفوعات

  • تقوم غرفة المقاصة بتحصيل الشيكات بين البنوك.
  • تُرسل الشيكات للبنك المركزي الذي يسجل صافي المبالغ المستحقة لكل بنك.
  • بفضل المقاصة الإلكترونية للشيكات (ECC) أصبح تبادل صور الشيكات أسرع وأكثر أمانًا.
  • غرفة المقاصة هي التي تعمل من خلالها أنظمة المدفوعات بين البنوك في أي دولة، وتعتمد على أن لكل بنك حسابا داخل البنك المركزي يتم إجراء العمليات الدائنة والمدينة عليه طبقا لصافي العمليات الدائنة والمدينة.
  • لا يمكن تصور أن تسير عمليات البنوك وأنشطتها اليومية بدون غرفة المقاصة في البنك المركزي.

🔹 نظام RTGS: التسوية اللحظية للتحويلات الكبيرة

  • RTGS (Real-Time Gross Settlement) هو نظام التسوية اللحظية.
  • هو من أنظمة المدفوعات بين البنوك والذي يُستخدم للتحويلات الكبيرة، حيث تُخصم الأموال مباشرة من حساب بنك وتُضاف لحساب آخر لدى البنك المركزي.
  • يقلل النظام من مخاطر التأخر، ويوفر سيولة فورية.

🔹 نظام ACH: المقاصة الآلية للمدفوعات المتكررة

  • ACH – Automated Clearing House هو نظام لتجميع المدفوعات الصغيرة والمتكررة.
  • هو من أنظمة المدفوعات بين البنوك والذي يُستخدم لصرف الرواتب، دفع الفواتير، والتحويلات الداخلية منخفضة القيمة.
  • يختلف عن RTGS لأنه يسوي العمليات على دفعات وليس لحظيًا.

🔹 شبكة المدفوعات المحلية: EBC وميزة

  • أطلق البنك المركزي المصري في 2001 الشبكة القومية للمدفوعات تحت إدارة شركة البنوك المصرية (EBC).
  • في 2018، أُطلقت بطاقة ميزة كشبكة وطنية للمدفوعات المحلية بالجنيه المصري.
  • بفضل هذه الشبكات، يمكن للعميل استخدام بطاقته في أي ATM أو POS داخل مصر.
  • شبكة المدفوعات المحلية في مصر هي بنية تحتية خاصة لإدارة أنظمة المدفوعات بين البنوك، وتعتبر من أهم إنجازات القطاع المصرفي في مصر.

🔹 ماكينات الصراف الآلي (ATM) كبوابة للعميل

  • الـ ATM ليست مجرد وسيلة لسحب الأموال، بل هي واجهة مرتبطة بالشبكات الخلفية التي تدير أنظمة المدفوعات بين البنوك.
  • داخل مصر: العمليات تمر عبر EBC/ميزة.
  • خارج مصر: العمليات تمر عبر Visa أو MasterCard.

🔹 Visa وMasterCard: المدفوعات عبر الحدود

  • تُستخدم شبكات Visa وMasterCard عند سحب الأموال خارج الدولة أو الشراء من متاجر إلكترونية أجنبية.
  • تتم التسوية بالعملات الأجنبية (دولار/يورو) عبر البنوك المراسلة corresponding banks.
  • تعتبر البنوك المراسلة من الأدوات الهامة في أنظمة المدفوعات بين البنوك عالميا.

🔹 ما هي البنوك المراسلة؟

البنوك المراسلة هي بنوك أجنبية تحتفظ فيها البنوك المحلية بحسابات بالعملات الأجنبية، وتُستخدم كقناة وسيطة لتنفيذ المعاملات الدولية.

  • كل بنك مصري، مثلًا، لا يمكنه فتح فروع في كل دولة بالعالم. لذلك يلجأ إلى بنك مراسل في دولة أخرى ليمكّنه من إرسال واستقبال الأموال بتلك العملة.
  • العلاقة بين البنك المحلي والبنك المراسل تُبنى على فتح حسابات متبادلة تسمى Nostro Account (الحساب الخاص بالبنك في الخارج) وVostro Account (الحساب الخاص بالبنك الأجنبي في الداخل).

🔹 مثال عملي

عميل في بنك مصر يريد تحويل 100,000 دولار لشركة في نيويورك:

  1. بنك مصر ليس لديه فرع في أمريكا، لكنه يحتفظ بحساب بالدولار لدى بنك جي بي مورغان (J.P. Morgan) في نيويورك (البنك المراسل).
  2. عند تنفيذ التحويل، يرسل بنك مصر رسالة عبر نظام SWIFT إلى بنك جي بي مورغان.
  3. يقوم بنك جي بي مورغان بخصم المبلغ من حساب بنك مصر لديه، ثم يحوله إلى حساب الشركة المستفيدة في بنكها الأمريكي المحلي.

📌 الخلاصة:
البنوك المراسلة هي العمود الفقري للتحويلات الدولية وفي أنظمة المدفوعات بين البنوك، لأنها تمكّن البنوك المحلية من التعامل بالعملات الأجنبية في دول ليس لها وجود مباشر فيها. بدون هذه البنوك، لن يكون هناك قدرة على تسوية المدفوعات عبر الحدود أو دعم التجارة الدولية.

🔹 نظام SWIFT: التحويلات البنكية الدولية

  • SWIFT هو شبكة اتصالات مالية آمنة تنقل أوامر الدفع بين البنوك.
  • لا يُحوّل الأموال مباشرة، بل يُستخدم مع حسابات البنوك المراسلة.
  • مثال: تحويل من مصر إلى فرنسا يتم عبر رسالة SWIFT وتسوية من خلال بنك مراسل في أوروبا.
  • نظام سويفت يعتبر أهم نظام عالمي من أنظمة المدفوعات بين البنوك.

🔹 كيف يتم نقل الأموال فعليًا بين البنوك في مصر؟

  • كل بنك يملك حسابًا جاريًا لدى البنك المركزي المصري.
  • عند التسوية:
    • يُخصم المبلغ من حساب بنك ويُضاف إلى حساب آخر داخل دفاتر البنك المركزي.
    • في التحويلات الدولية، يتم عبر حسابات البنوك المراسلة في الخارج.
  • الأموال لا تتحرك ماديًا، بل هي قيود إلكترونية في أنظمة التسوية.

🔹 مقارنة بين RTGS وACH في مصر

العنصرRTGS (التسوية اللحظية)ACH (المقاصة الآلية)
السرعةلحظية وفوريةمؤجلة (تُسوى على دفعات)
التكلفةمرتفعة نسبيًامنخفضة
حجم المدفوعاتمبالغ كبيرة (بين البنوك/الشركات الكبرى)مبالغ صغيرة ومتكررة (رواتب/فواتير)
الهدفالسيولة الفورية وتقليل المخاطرالكفاءة وتقليل التكلفة

📘 تطور معالجة عمليات ماكينات الصراف الآلي والشبكات المالية في مصر

أنظمة المدفوعات بين البنوك
أنظمة المدفوعات بين البنوك متنوعة ومتشابكة وتختلف بين التعاملات المحلية والدولية

تعد ماكينات الصراف الآلي من التطبيقات العملية الناتجة عن نجاح إدارة أنظمة المدفوعات بين البنوك في مصر.

تاريخ تطور معالجة عمليات ماكينات الصراف الآلي (ATM) في مصر (مثل استخدام بطاقة QNB على ماكينة بنك القاهرة) يرتبط ارتباطًا وثيقًا بتطور التكنولوجيا البنكية والتنظيمات المصرفية. فيما يلي المراحل الرئيسية:

🏦 المرحلة الأولى: عصر الصرافات المبكر (1980s–1990s)

  • ظهرت ماكينات الصراف الآلي في مصر في الثمانينيات عبر البنوك الأجنبية والخاصة الكبرى (مثل سيتي بنك، باركليز، ولاحقًا CIB).
  • كل بنك كان يدير شبكة مغلقة خاصة به (Closed-loop)، أي أن بطاقات البنك لا تعمل إلا على ماكيناته.
  • مثلًا: بطاقة بنك NSGB (قبل أن يصبح QNB عام 2013) لا تعمل إلا على ماكينات NSGB نفسها.
  • لم تكن هناك معاملات بين البنوك محليًا إلا عبر شبكات دولية مثل Visa وMasterCard، وكانت هذه العمليات مكلفة جدًا.
  • ولم تكن أنظمة المدفوعات بين البنوك في مصر متطورة بالشكل الذي يسمح بأن يتم تبادل المدفوعات عبر ماكينات الصراف الآلي.

🔗 المرحلة الثانية: الارتباطات الثنائية وشبكات البطاقات الدولية (1990s–2000s)

  • بدأت البنوك المصرية في التسعينيات بالانضمام إلى شبكات Visa وMasterCard.
  • أتاح ذلك بعض العمليات بين البنوك، لكن بتكلفة عالية لأن المعاملة تمر عبر الشبكة الدولية وتعود إلى مصر حتى لو كان البنكين مصريين.
  • لجأت بعض البنوك لاتفاقيات ثنائية (مثل بنك مصر مع البنك الأهلي) لتقليل التكلفة، لكن لم يكن هناك نظام موحد.
  • كانت هذه المرحلة تمهيدية للتفكير في تطوير أنظمة المدفوعات بين البنوك في مصر لحل مشاكل الإتاحية والتكلفة.

⚙️ المرحلة الثالثة: إطلاق الشبكة القومية (2001)

  • في 2001 ألزم البنك المركزي المصري بإنشاء الشبكة القومية للمدفوعات لتوحيد معاملات الـATM ونقاط البيع.
  • أوكلت المهمة إلى شركة البنوك المصرية (EBC) التي تأسست في التسعينيات.
  • أصبح من الممكن استخدام بطاقة QNB على ماكينة بنك القاهرة عبر محول EBC المحلي بدلًا من Visa/MasterCard.
  • أدى ذلك إلى تقليل التكلفة وتوسيع نطاق الاستخدام بين البنوك داخل مصر.
  • كانت هذه المرحلة إيذانا بأن تكون لمصر بنية تحتية خاصة ومتقدمة لإدارة أنظمة المدفوعات بين البنوك داخل البلاد.

📡 المرحلة الرابعة: التوسع الرقمي والدمج (2010s)

  • خلال العقد 2010s، انضمت جميع البنوك تقريبًا إلى محول EBC.
  • أصبح EBC يدير ليس فقط شبكات الـATM، بل أيضًا نقاط البيع (POS) لدى التجار.
  • مثال: عند الدفع ببطاقة QNB في كارفور (POS مملوك لـ CIB) تمر العملية عبر EBC.
  • في هذه الفترة استحوذ QNB على NSGB (2013)، لكن البنية التحتية الموحدة ظلت كما هي.

💳 المرحلة الخامسة: إطلاق ميزة ومنظومة المدفوعات الوطنية (2018–الآن)

  • في 2018 أطلق البنك المركزي المصري نظام ميزة كبديل محلي لبطاقات Visa/MasterCard.
  • جميع البنوك المصرية تصدر الآن بطاقات ميزة (خصم/مدفوعة مقدمًا).
  • جميع العمليات تتم تسويتها عبر EBC/ميزة تحت إشراف البنك المركزي.
  • النتيجة: أصبحت المعاملات المحلية أرخص وأكثر سيادة، دون الاعتماد على الشبكات الدولية.

📊 الصورة الحالية

  • مثال: عميل يستخدم بطاقة QNB على ماكينة بنك القاهرة → المعاملة تمر عبر EBC/ميزة → موافقة QNB → التسوية عبر البنك المركزي.
  • الرسوم منظمة (عادة 3–10 جنيهات للسحب بين البنوك).
  • التسوية تتم في نفس اليوم أو اليوم التالي عبر نظام المقاصة المركزي للبنك المركزي.
  • لم تعد المعاملات المحلية تعتمد على Visa/MasterCard، بل أصبحت مصر تمتلك بنيتها التحتية السيادية.

🔑 ملخص زمني

  • 1980s–1990s: شبكات مغلقة لكل بنك.
  • 1990s–2000s: انضمام لشبكات Visa/MasterCard، لكن بتكلفة مرتفعة.
  • 2001: إطلاق الشبكة القومية EBC.
  • 2010s: تكامل شامل بين البنوك وتوسيع الخدمات.
  • 2018–الآن: إطلاق ميزة؛ نظام وطني كامل تحت إشراف البنك المركزي.

📘 لماذا ما زالت البنوك تصدر بطاقات Visa وMasterCard؟

رغم وجود الشبكة المحلية (EBC/ميزة) ورغم تطور أنظمة المدفوعات بين البنوك في مصر، ما زالت البنوك تصدر بطاقات Visa وMasterCard وذلك للأسباب التالية:

🔹 1. الاستخدام المحلي مقابل الدولي

  • ميزة: تعمل فقط داخل مصر (ATM – POS – مواقع إلكترونية محلية).
  • Visa/MasterCard: تعمل عالميًا (ATM – POS – مواقع تجارة إلكترونية مثل أمازون ونتفلكس).

🔹 2. البطاقات الائتمانية مقابل بطاقات الخصم

  • معظم بطاقات ميزة هي خصم أو مدفوعة مقدمًا.
  • البطاقات الائتمانية في مصر تصدر تقريبًا حصريًا بعلامة Visa أو MasterCard لارتباطها بخدمات الحماية العالمية.

🔹 3. الأمان وإدارة المخاطر

  • شبكات Visa/MasterCard تقدم:
    • أنظمة كشف الاحتيال.
    • خدمات استرداد المدفوعات (Chargeback).
    • معايير أمان عالمية (EMV، PCI DSS).

🔹 4. المكانة وطلب العملاء

  • العملاء يرون أن بطاقة Visa/MasterCard أكثر قبولًا عالميًا.
  • البنوك تسوق بطاقات “Gold, Platinum, World” بمزايا مثل التأمين والسفر.

🔹 5. السياسة التنظيمية مقابل الواقع

  • ألزم البنك المركزي البنوك بإصدار ميزة لفئات مثل الرواتب والدعم.
  • لكنه لم يمنع إصدار Visa/MasterCard، فأصبح النظام مزدوجًا:
    • ميزة = معاملات محلية رخيصة وسيادية.
    • Visa/MasterCard = قبول عالمي وبنية ائتمانية.

📌 الخلاصة:

  • البنوك تصدر كلا النوعين:
    • ميزة للمعاملات المحلية.
    • Visa/MasterCard للمعاملات الدولية ومزايا إضافية.

📘 استخدام بطاقة Visa داخل مصر: أي شبكة تُستخدم؟

  • قبل الشبكة القومية (قبل 2001): كانت حتى المعاملات المحلية تمر عبر شبكة Visa العالمية (القاهرة → الخارج → القاهرة).
  • بعد 2001: ألزم البنك المركزي أن كل المعاملات المحلية تمر عبر EBC.
  • اليوم:
    • عملية محلية بالـVisa → تمر عبر EBC، وليس شبكة Visa الدولية.
    • عملية دولية أو بعملة أجنبية → تمر عبر شبكة Visa العالمية.

📌 مثال:

  • دفع محلي في كارفور → بطاقة QNB Visa → عبر EBC → موافقة QNB بالجنيه.
  • شراء من أمازون أمريكا → بطاقة QNB Visa → عبر شبكة Visa العالمية → تسوية بالدولار ثم تحويل للجنيه.

📘 أي علم يدرس تقنيات المدفوعات هذه؟

أنظمة المدفوعات بين البنوك تتناولها عدة علوم، لأن هذه العمليات تقع في تقاطع مجالات علمية مختلفة:

  1. أنظمة المدفوعات (Payment Systems): تدرس حركة الأموال عبر الشبكات (ACH، RTGS، SWIFT، EBC).
  2. التكنولوجيا المالية (FinTech): الابتكار الرقمي في الخدمات المالية (المحافظ الإلكترونية، البلوك تشين).
  3. علوم الحاسب (الشبكات والأنظمة الموزعة): الجانب التقني لمسارات المعاملات، قواعد البيانات، بروتوكولات التحقق.
  4. أمن المعلومات والتشفير: تأمين أرقام البطاقات، تشفير PIN، معايير الأمان.
  5. اقتصاديات أنظمة المدفوعات: فرع من الاقتصاد النقدي يهتم بأثر البنية التحتية للمدفوعات على الاستقرار والسيولة.

📌 الخاتمة

تشكل أنظمة المدفوعات بين البنوك العمود الفقري للنظام المالي الحديث. فمن غرفة المقاصة التقليدية إلى RTGS وACH، ومن الشبكات المحلية مثل ميزة وEBC إلى الشبكات الدولية Visa وMasterCard وSWIFT، كلها تعمل معًا لضمان إدارة السيولة النقدية محليًا ودوليًا.
ووراء كل عملية سحب من ATM أو تحويل دولي، هناك شبكة معقدة من الأنظمة تضمن الأمان والكفاءة، مما يحافظ على استقرار الاقتصاد الوطني ويخدم ملايين العملاء يوميًا.

إدارة أنظمة المدفوعات بين البنوك هي مجال تتناوله عدة علوم مالية وإدارية وتكنولوجية، كل علم له مقاربته المختلفة.

فضلا املأ البيانات التالية لنتمكن من التواصل معك